إنها من أوليات القواعد التي درسناها حين كنا أطفالاً في المراحل الابتدائية، قاعدة بسيطة، كنا سعداء لأننا عرفناها وطبقناها في حساباتنا الصغيرة، حين نجمع النقود للشراء من المقصف المدرسي، وحين يُعاد إلينا الزائد منها على شكل قطع نقدية ندخرها ليوم آخر نحتاجها فيه.
ولكن هذه القاعدة أعمق من معناها السطحي بكثير، فهي ليست قاعدة حسابية وحسب، بل هي مفتاح كل الحقائق التي لا تحتاج إلى توضيح، ففي عالم يزداد تعقيدًا يوماً بعد يوم، نجد أنفسنا في مواجهة ظاهرة غريبة؛ الميل إلى الوقوف عند الواضحات من باب التماس الأعذار، وإهدار الكثير من الوقت والجهد لإيجاد ثمة عذر يقلب الواقع، ويكون طرف الخيط الذي يقودنا إلى تحقيق أمانينا.
الحياة مليئة بالقرارات التي تعتمد على هذا المبدأ: ١+١=٢. إذا كنت تعلم أن بيئة عملك سامة، فلماذا التردد في التغيير؟، إذا كنت تعرف أن الاستمرار في علاقة مؤذية مؤلم، فلماذا التمسك بها؟، وإذا كنت تؤمن أن النجاح يتطلب اجتهادًا، فلماذا تتوقعه دون سعي؟، وحين يكون القرار الصحيح أمامك كالشمس في وضح النهار، لماذا تتردد؟ لماذا تبحث عن مبررات لإعادة التفكير في أمر واضح؟.
التردد أمام الواضح هو هروب من المواجهة، والمنطق البسيط يقول إن الحقائق الواضحة لا تحتاج إلى تفسير مطول، تمامًا كما أن الشمس تشرق من الشرق والماء يروي العطش.
في النهاية، لن تتغير الحقائق لأننا نخشى مواجهتها، ولن يتحول الخطأ إلى صواب لمجرد أننا نقنع أنفسنا به. لذلك، فلنتوقف عن تحليل المعطيات الواضحة، ولنواجه الحقائق بشجاعة، لأن الحقيقة، ببساطة، هي أن ١+١ سيبقى دائمًا يساوي ٢.
No comments:
Post a Comment