في أعماقنا، توجد منطقة غامضة تشبه "لعنة القارب"، حيث نجد أنفسنا عالقين بين ضفتين، غير قادرين على اتخاذ القرار بالانتقال إلى وجهة أخرى. هذه المنطقة تمثل حالة التردد والخوف التي تسيطر علينا في بعض الأحيان، وتمنعنا من التقدم وتحقيق أهدافنا.
تحكي الأسطورة عن شخص كان ينتقل باستمرار بين ضفتي نهر على متن قارب. في كل مرة يصل إلى إحدى الضفتين، يجد الطريق مغلقاً أمامه، فيعود مرة أخرى إلى الضفة التي أتى منها، ويظل يتساءل: لِمَ كتب علي الانتقال من ضفة إلى ضفة! وهكذا، يبقى هذا الشخص حبيساً بين ضفتين لا يقدر على اجتيازها، ولو فكر قليلاً، سيدرك أن الحل هو التخلي عن قاربه ومجدافه ويقفز في النهر ويغامر ليمضي إلى وجهته.تعكس هذه القصة حالة الصراع النفسي التي نعيشها في بعض الأحيان. فنحن نخاف من اتخاذ القرارات المصيرية، ونفضل البقاء في منطقة الراحة التي اعتدنا عليها، حتى لو كانت غير مرضية بالنسبة لنا. الاعتياد الطويل، والخوف من الفشل، أو من المجهول، أو من فقدان ما نملك، يجعلنا مترددين وغير قادرين على اتخاذ الخطوة الأولى نحو التغيير.
"لعنة القارب" هي قصة تذكرنا بأن التردد والخوف هما أعداء التقدم. إذا أردنا تحقيق أحلامنا وطموحاتنا، يجب أن نتحلى بالشجاعة لاتخاذ القرارات الصعبة، وأن نثق بأنفسنا وقدراتنا. تذكر دائماً أن القارب والمجداف ليسا دائماً سر الأمان على الماء، بل قد يكون الأمان في الأعماق أحياناً، وشجاعتك هي التي ستقودك إلى النجاح.
No comments:
Post a Comment