Wednesday, 17 September 2025

كفاكم خوفاً.. نحن بشر مثلكم.

لا يزال كثير من الناس يترددون في التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وكأن التواصل معهم مهمة صعبة أو تحتاج شجاعة خاصة. هذا التردد يتجلى في مواقف يومية بسيطة: مدير لا يستدعي موظفه ذي الإعاقة ولا يتعرف على قدراته، زميل يتجنب طرح موضوع مهم عليه ويفضّل الحديث مع شخص آخر، أو طالبة جامعية تقول بعد سنوات: "كنت أريد أن أكلمك منذ زمن، لكنّي استحييت!" 

هذه المواقف وإن بدت صغيرة، تحمل رسالة قاسية: "نحن لا نعرف كيف نتعامل معك، فنفضّل الابتعاد." لكن الحقيقة أبسط بكثير: الأشخاص ذوو الإعاقة بشر طبيعيون، يفرحون بالكلمة الطيبة ويستاؤون من الكلمة الجارحة مثل أي شخص آخر. التعامل معهم لا يحتاج بروتوكول خاص ولا خطوات معقدة، بل يحتاج عقل وقلب. 

المطلوب من المجتمع أن يكسر هذا الحاجز النفسي. أن يسلّم، يتحدث، يسأل، ويشارك كما لو كان يتعامل مع أي شخص آخر. فالمشكلة ليست في وجود الإعاقة، بل في الصمت والتجاهل اللذين يضاعفان شعور العزلة. 

التغيير يبدأ من المبادرة: كلمة ودية في ممر، سؤال مهذب عن احتياج، أو إتاحة فرصة للمشاركة في العمل. هذه المبادرات تصنع فرقاً، وتكشف للجميع أن ذوي الإعاقة ليسوا عبئاً ولا استثناءً، بل أفراد فاعلين قادرين على العطاء. 

فلنكسر حاجز الخوف.. فالكلمة الطيبة سهلة، والاحترام أبسط مما نظن. 

No comments:

Post a Comment

كفاكم خوفاً.. نحن بشر مثلكم.

لا يزال كثير من الناس يترددون في التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وكأن التواصل معهم مهمة صعبة أو تحتاج شجاعة خاصة. هذا التردد يتجلى في مواقف ...