Monday, 24 February 2025

1+1=2

إنها من أوليات القواعد التي درسناها حين كنا أطفالاً في المراحل الابتدائية، قاعدة بسيطة، كنا سعداء لأننا عرفناها وطبقناها في حساباتنا الصغيرة، حين نجمع النقود للشراء من المقصف المدرسي، وحين يُعاد إلينا الزائد منها على شكل قطع نقدية ندخرها ليوم آخر نحتاجها فيه.
ولكن هذه القاعدة أعمق من معناها السطحي بكثير، فهي ليست قاعدة حسابية وحسب، بل هي مفتاح كل الحقائق التي لا تحتاج إلى توضيح، ففي عالم يزداد تعقيدًا يوماً بعد يوم، نجد أنفسنا في مواجهة ظاهرة غريبة؛ الميل إلى الوقوف عند الواضحات من باب التماس الأعذار، وإهدار الكثير من الوقت والجهد لإيجاد ثمة عذر يقلب الواقع، ويكون طرف الخيط الذي يقودنا إلى تحقيق أمانينا.

الحياة مليئة بالقرارات التي تعتمد على هذا المبدأ: ١+١=٢. إذا كنت تعلم أن بيئة عملك سامة، فلماذا التردد في التغيير؟، إذا كنت تعرف أن الاستمرار في علاقة مؤذية مؤلم، فلماذا التمسك بها؟، وإذا كنت تؤمن أن النجاح يتطلب اجتهادًا، فلماذا تتوقعه دون سعي؟، وحين يكون القرار الصحيح أمامك كالشمس في وضح النهار، لماذا تتردد؟ لماذا تبحث عن مبررات لإعادة التفكير في أمر واضح؟.

التردد أمام الواضح هو هروب من المواجهة، والمنطق البسيط يقول إن الحقائق الواضحة لا تحتاج إلى تفسير مطول، تمامًا كما أن الشمس تشرق من الشرق والماء يروي العطش.

في النهاية، لن تتغير الحقائق لأننا نخشى مواجهتها، ولن يتحول الخطأ إلى صواب لمجرد أننا نقنع أنفسنا به. لذلك، فلنتوقف عن تحليل المعطيات الواضحة، ولنواجه الحقائق بشجاعة، لأن الحقيقة، ببساطة، هي أن ١+١ سيبقى دائمًا يساوي ٢.

 

Sunday, 23 February 2025

صديقتي وصلاة الفجر 🍃


مع أول خيوط الفجر، حين يتلاشى ظلام الليل ببطء ليبزغ نور يوم جديد، كانت تصلنا رسالة من صديقتي. رسالة قصيرة، لكنها تحمل في طياتها سكينة وطمأنينة عميقة. دعاء جميل، أو حكمة مضيئة، أو كلمة تدعو للتفاؤل، تعقبها عبارة بسيطة لكنها ذات أثر بالغ: “صلاة الفجر”.


كانت هذه العادة الصغيرة تتحول إلى طقس روحاني عميق، أشبه بنداء هادئ يربطنا بالله وببعضنا البعض. كنا ننتظر رسالة صديقتي كأنها شعاع نور يخترق عتمة هواتفنا ليضيء قلوبنا. لم تكن مجرد كلمات، بل كانت دفعة إيمانية، دعوة غير مباشرة لنلبي نداء الرحمن، ورسالة حب خفية تقول: أنا أذكّركم، لأني أحبكم.


في زحام الحياة، حيث تتراكم المشاغل والهموم، كانت هذه الرسالة بمثابة يد تمتد إلينا بلطف، توقظ أرواحنا قبل أن توقظ أجسادنا. كانت تذكرنا بأن هناك لحظة سكون وصفاء، لحظة تقابل فيها الأرض السماء، حيث تتنزل الرحمة، وتبدأ البركة، ويتشكل اليوم بروحانية مختلفة لمن أدركها.


اليوم، ورغم مرور الزمن، لا تزال ذكرى تلك الرسائل تملأ القلب بدفئها. ربما لم تعد صديقتي ترسلها، وربما تفرقت بنا الأيام، لكن أثرها بقي. بقي كإشراقة فجر في الروح، وكأنها تهمس لنا كل صباح: لا تنسوا صلاة الفجر… فالنور هناك.

 

Monday, 10 February 2025

ثق بإنسانيتك.

كنت أقرأ إحدى المقالات الصحفية ومن عادتي أن أتأمل في أسلوبها وأفكارها كي أفهمها كما يريد كاتبها، وهذا حقٌ له، أخذت أتأمل في أسلوب ذلك المقال، كان واضحاً مفهوماً بعيداً عن التعقيدات التي يرى البعض أنها سر الاحترافية في أي مجال والعكس صحيح، فللبساطة جمال فريد وقبول كبير تريح الناس في التعامل.

كلٌ منا يمتلك أسلوباً في حياته، في كلامه ولباسه ومظهره وفكره والتعبير عن آرائه ومشاعره، ولكن البعض منا يظن أنه غير مؤثر بأسلوبه وهو لا يعلم أن أثره حاضر في جانب ما، قد لا تدرك أثر أفعالك وتصرفاتك إلا بعد حين أو بعد تنبيهك بها، والأسلوب الإيجابي يبقى أثره دائماً وعميقاً مهما كان بسيطاً، وإذا كان بالإمكان تطويره سيعظم أثره أكثر وأكثر، إنه الدليل على إنسانيتك فثق بإنسانيتك واعتنِ بها لتكون إنساناً رائعاً يحبه كل الناس.

 

Sunday, 2 February 2025

لعنة القارب.

في أعماقنا، توجد منطقة غامضة تشبه "لعنة القارب"، حيث نجد أنفسنا عالقين بين ضفتين، غير قادرين على اتخاذ القرار بالانتقال إلى وجهة أخرى. هذه المنطقة تمثل حالة التردد والخوف التي تسيطر علينا في بعض الأحيان، وتمنعنا من التقدم وتحقيق أهدافنا.
تحكي الأسطورة عن شخص كان ينتقل باستمرار بين ضفتي نهر على متن قارب. في كل مرة يصل إلى إحدى الضفتين، يجد الطريق مغلقاً أمامه، فيعود مرة أخرى إلى الضفة التي أتى منها، ويظل يتساءل: لِمَ كتب علي الانتقال من ضفة إلى ضفة! وهكذا، يبقى هذا الشخص حبيساً بين ضفتين لا يقدر على اجتيازها، ولو فكر قليلاً، سيدرك أن الحل هو التخلي عن قاربه ومجدافه ويقفز في النهر ويغامر ليمضي إلى وجهته.
تعكس هذه القصة حالة الصراع النفسي التي نعيشها في بعض الأحيان. فنحن نخاف من اتخاذ القرارات المصيرية، ونفضل البقاء في منطقة الراحة التي اعتدنا عليها، حتى لو كانت غير مرضية بالنسبة لنا. الاعتياد الطويل، والخوف من الفشل، أو من المجهول، أو من فقدان ما نملك، يجعلنا مترددين وغير قادرين على اتخاذ الخطوة الأولى نحو التغيير.
"لعنة القارب" هي قصة تذكرنا بأن التردد والخوف هما أعداء التقدم. إذا أردنا تحقيق أحلامنا وطموحاتنا، يجب أن نتحلى بالشجاعة لاتخاذ القرارات الصعبة، وأن نثق بأنفسنا وقدراتنا. تذكر دائماً أن القارب والمجداف ليسا دائماً سر الأمان على الماء، بل قد يكون الأمان في الأعماق أحياناً، وشجاعتك هي التي ستقودك إلى النجاح.

الاعتدال في الرأي… طريق إلى الجماهيرية الرقمية

في عصر السوشيال ميديا، حيث يتنافس الأفراد والمؤسسات على كسب أكبر عدد من المتابعين، يبرز سؤال مهم: لماذا يحظى أصحاب الآراء المعتدلة والإيجابي...